السبت، أكتوبر 14، 2006


لن تموت جميلة
جميلة جواد قصفي
جمعتنا القضبان الممتدة من نفحة الى عسقلان، وجمعتنا ارض الآباء والإباء في جنوب العرب، وتوأمه العضوي جولان العرب، كنت وما زلت مؤمنا كما حادثتك لاخر مرة بالوطن ولبنان وكل شؤون وهموم هذه الأمة الصابرة المجاهدة والمناضلة والرافضة لكل شكل من أشكال الذل والهوان. حين ابلغني رفيق دربنا عميدنا الأسير سمير القنطار بتلقيك نبأ وفاة طفلتك جميلة، كنت جميلا كروح جميلة، وكنت كبيرا كما هو لبنان كبيرا، وكنت أحد تجليات البطولة بكل ما تحمله من قيم ومعاني لا يستطع فهمها وإدراكها سوى أولئك الجنود الذين كوتهم سياط الجلاد حتى تقيحت جروحهم وما ذلوا.استحضر اليوم في ذاكرتي إحدى جلساتنا في الفورة تحت فئ نخلة عسقلان في سجن عسقلان، التي اقتلعها الجلاد مسيجا سماء بقعتنا الصغيرة بالأسلاك، التي كانت لنا متنفسا للهواء النقي ،حين تحدث احد رفاقنا بزهو وفخر، عن ظروف استشهاد هادي حسن نصرالله، ابن شيخنا الجليل حسن نصرالله، حيث قال بالحرف الواحد "أمة تنجب هكذا أبطال يجب ان تنتصر مهما تعاظمت قوة الاسرائيليين وتعاظم بطشهم وظلمهم". وتحدثت أنت كمن يعلم جيدا أحد أسرار البطولة وقلت " ما دام لبنان والامة فينا تتنفس فحتما نحن المنتصرين، وحين نرى ونشاهد ان قائدنا في القتال يتقدمنا نحو الشهادة فلا بد ان ننتصر" وبعد سنوات كان الانتصار العظيم في كل لبنان وكل جزء من أجزاء وطننا العربي المثقل بجراح الهزائم المتكررة.آخي جواد :ماتت جميلة، لكن الآمال قي قلبها لم تمت لحظة واحدة، ورحلت عنك جميلة دون ان تلامس أصابعك خصلات شعرها، لكن روحها أبدا لن ترحل من قلبك، فأنت الصابر والمؤمن، وأنت مجاهدا تتجسد فيك البطولة، ليس فقط بمواقفك وصمودك ضد المحتل، وانما بتحديك لعوامل الزمن البطئ، وعوامل التآكل الثوري التي اصابت الكثير من النفوس الضعيفة والسقيمة، البطولة فيك تجسدت في تلك الأشياء الصغيرة التي صنت فيها لبنان وروح الأمة فيك، فكنت جبارا امام جلاديك القتلة،في معارك الصمود والبقاء داخل اسلاك المعتقل، معركة زيارات الاهل من فلسطين والجولان، ومعارك انتزاع حقنا في الطعام والماء، ومعركة حقنا في ملامسة اجسادنا أشعة الشمس، ومعركة حقنا في الهواء والتنفس، ومعاركنا المتكررة على مدار اليوم والساعة في صون كرامة الوطن والامة، وكان لصمودنا وتحدينا، وموتنا البطئ في كل معاركنا النصر والافتخار لأجيال هذه الأمة التي ترى ان روادها المناضلين التي تئن جراحهم تحت سوط الجلاد، ما زالوا صامدين ينتزعون حياة الوطن من رحم الموت الصهيوني، والحياة تكتب لمن يصون الحياة بدمه وروحه وايمانه..لا اعلم متى سيجمعنا لبنان او الجولان او دمشق الشام، او أي جزء من وطننا الخالد. لكنني اعلم جيدا اننا سنجتمع اجلا ام عاجلا، وستجمعنا ذكريات القيد والسجن، وذكريات البطولة، واحلام جميلة، وامال السلطانية ولبنان والجولان بغد مشرق جميل.عزاؤك اخي جواد برمز هذه الامة وقائدها نحو العزة والجلال، عزاؤك براية الكبرياء المرفوعة عاليا في سماء لبنان تحملها أرواح الشهداء والمجاهدين والمقاومين في أرجاء الوطن من أقصاه الى أقصاه.فتقبل عزاء افراد اسرتك في الجولان، ونقبل العزاء في ابنتك كما تتقبلها السلطانية من كل لبنان، ولاسرتك الصبر والسلوان، ولزملاء جميلة في المدرسة كل الامال بان يكون وداع جميلة نهاية للاحزان ....
أيمن ابو جبل أسير سياسي محرر من سجون العدو الجولان السوري المحتل
بالذمة مليش حق اتجنن ؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: