الثلاثاء، مايو 16، 2006

احيانا .. اتمنى
احيانا اتمنى .. ان اعمل كجهاز الميكروييف .. بالازرار .. ان اتمكن من اعادة تشكيل ذاكرتى .. ان تكون لمشاعرى .. اصدارات احدث
احيانا اتمنى .. ان اتلاشى فى الهواء و اتحول الى ذرات نيتروجين حرة .. ادخل الى قلوب الناس و اخرج منها .. ازور بيتها هى .. ادخل بدون استئذان .. بدون نظرات حائرة و مشاعر ذنب .. اراها و هى ترسم احلامها .. بعد ان مسحتنى منها .. ارى انفعالاتها العادية .. وقد خرجت انا من المعادلة
احيانا اتمنى ان اجد الة زمن مهملة فى مكان مقفر .. و اسافر الى غرناطة .. و اتنقل بين عبد الوهاب و سيد درويش .. و اتمكن من اللحاق بيحيى قبل ان تطعنه .. و اتمكن من الهمس فى اذن نفسى الثائرة من سنوات .. فكر فى ما ستعانيه ان تركتك
احيانا اتمنى .. ان اراها ولو للحظة .. ولو من بعيد .. ان اشاهد عيناها مرة اخرى .. ان اسمع صوتها .. ان اشعر بالدفء الذى تركته داخلها .. وذهبت
احيانا اتمنى اشياء كثيرة .. ولكنى دائما اتمنى .. ان اعرف .. هل ساعيش لاشاهد مسرحية تكتمل .. بنهاية اخرى غير تلك ؟؟؟

الاثنين، مايو 15، 2006

البداية


لماذا اكتب ؟
اكتب لابحث عن الشموس .. لاتسائل .. هل تشرق يوما قبل موتى؟
لا .. ليست شموس العرب تلك التى اتحدث عنها ..... انى لم اشاهد ايا من تلك الشموس تغيب اوتشرق لاتسائل عما اذا كانت تشرق ثانية ... وليس عندى يقين مثلكم بوجودها .. فهى لم تشعرنى بدفئها من فبل .. لم احتضن تحتها احلاما واراها تتحقق .. وليس عندى عنها اى ذكريات من تلك التى تتغنون بها .. لم اولد تحت شموسكم المزعومة .. وليس عندى بها اى خبر.
نعم .. ان معاصرة الشىء ليست شرطا للتحدث عنه .. ولكن الطبيب الذى يشخص مرضا بالكلام ليس طبيبا .. بل دجال .. وانا لا ابيع الكلام .. ابحثوا بينكم عن من شاهد غياب تلك الشموس المجيدة كما تطلقون عليها .. واجعلوه يروى لكم تلك الاسطورة فى مسارحكم وقصوركم .. تلك التى غابت عنها شموسنا نحن
انا لا اقتنع بتقسيم الاجيال .. فنحن لسنا نبت شيطانى ظهر بينكم فى غفلة منكم وغفلاتكم كثيرة .. ولسنا غزاة من كواكب اخرى وان حلمنا بان نهجركم اليها .. لسنا "اولاد النهاردة" كما تطلقون علينا لاننا لم نولد اليوم وكبرنا فجأة .. نحن نبت نفس ارضكم وان كنتم قطعتونا من الجذوربعبارات انيقة كتواصل الاجيال .. لان النبات قد ينسى ارضه حين تذبحه .. ولكنا لا ننسى
قد تتسائلون ولماذا انتم مختلفون .. ولكنكم تسألون من لا يملك لكم اجابة .. لو سالتم انفسكم لعرفتم .. ان الطفل فى تلك البلاد البعيدة التى تصفونها بالمتقدمة .. يشكله ابواه ومجتمعه ..ذلك الذى يولد فيه .. حتى سن الثانية عشرة .. وربما السادسة عشرة ... وفى بلادكم (تلك التى كان لها شموس) ... يظل تحت " طوع " ابواه .. ربما الى الابد .
نحن لم نشكل انفسنا .. بل شكلتمونا انتم .. لم نعلم ونربى انفسنا .. ولكن انتم فعلتم بنا .. لذا فان قولكم باننا مختلفون .. او تمادى بعضكم فى وصفنا بقلة الادب وعدم التربية والتهور .. انما هو موجه اليكم ... ان المبنى لا يلام على قبح منظره (ان كان قبيحا من الاصل ) .. وانما يلام من بناه .. ونحن مبناكم يا اصحاب الشموس التى لا ترى
وأعود ثانية فاقول ان مثلى لا يملك اجابة عن السؤال "اين اخطئنا؟" لانى ام اكون موجودا عندما اخطأتم .. ولا اعرف اصلا ان كنتم اخطأتم فى بنائنا .. ام فعلتم الصواب وما فعلوه كل من قبلكم كان الخطأ .. ربما يملك الاجابة ذلك الذى تركناه يحكى قصص الشموس الغائبة .. اسألوه هو.
المهم اننا هنا .. شئتم ام ابيتم .. ان الزمن لا يغفر .. ولا يتوقف قليلا حتى تعيدوا " تصحيح المسار" .. كلمة غريبة هذة الكلمة : " تصحيح المسار " .. سمعناها منكم ملايين المرات .. وسمعنا كلمات اخرى مثل : تفعيل ، تطبيق ، اصلاح ، تعديل ..................
لطالما حيرتنى كلماتكم .. وحيرنى استخدامكم لها اكثر .. ان تصحيح المسار يا سادة يستلزم وجود مسار من الاساس لتصحيحه .. ونحن لم نرى لكم مسارا .. ان التفعيل يستلزم من يقدر على الفعل ويلتزم باستمراره .. ولازلنا نبحث عن هذا الهرقل .. ان التطبيق يستلزم وجود فكر و بيئة صالحة لتحويله الى واقع .. ونحن لم نجد لكم افكارا .. ولا بيئة صالحة ! ،ان الاصلاح هو تقويم لاعوجاج صغير فى
هيكل قوى .. وهو بديل الهدم والبناء من حديد .. ونحن لم نرى هيكل ..قوى او ضعيف .. وانما اعوجاج قوى به استقامة طفيفة .. ربما الاصلاح اذا هو مسح الاستقامة لكى يصبح العوجاج مكتملا ؟ والتعديل هو تغيير طفيف فى قاعدة صالحة بها هفوة .. ونحن لم نجد قواعد صالحة او غير .. بل وجدنا تراكما من الهفوات!
اذا فنحن غير قابلين لكل عباراتكم الرنانة يا اصحاب المقام الرفيع ... لقد ضعنا " والى كان كان "
وانما انا اكتب اليوم حتى انغص عليكم حياتكم المملة .. وابعث فيكم الطاقة فى كراسيكم الوثيرة .. يا حماة الحرية .. وراعين الطفولة والنشأ .. يا ابطال السلام (بدون الشموس طبعا ) .. انظروا ماذا فعلتم فينا
انا لن اكتب عن عذاب الشباب و معاناتهم فى عالم تصفونه بالمتقدم الحر .. واراه انا ومن مثلى متجمد معتقل .. ولن ابحث عن عيوبكم ..تلك التى اعتقلت عالمنا الوليد وغيبت عنه شموسه حتى تجمد فى برد افكاركم غائبة المعالم
ولكنى سوف اكتب بدلا من ذلك عن الانسان ... ذلك الذى عليه ان يعيش وكل هذا حوله ؟ .. الذى توصونه باصلاح اعوجاج تتبرئون من ايجاده .. ولكننا لم نرى تلك الاشباح المقيتة التى اوجدته و اختفت ملقية بلوم وجوده عليكم .. لذا فاعذرونى يا فرسان الشموس الاسطورية .. اذا تحاملت عليكم قليلا .. فانا البائس الذى ينكر شموسكم وفضلها الواضح عليه .
اكتب عنه .. لان كل املى ومن مثلى فيه .. فى ان نستيقظ يوما فى مجتمع قد اصبح كله انسانا .. وان يختفى ذلك المجتمع الذى يتربص بنا لنخرج اليه ... ذلك الذى تبدو تسميتى له فكاهة للبعض .. و حماقة و قلة تربية للاخر .. ولكنها تبدو لى كما بدرت الى ذهنى : مرة .. ولكنها الحقيقة .. لاننا اصبحنا .. مجتمعا للصراصير فقط ... اذا كنت تفهم كيف تعيش صرصارا.. فهنيئا لك اليوم .. اما انا .. ذلك الابلة الذى يظن ان الصرصار يجب ان يموت .. فليس لى الا الغد .. ان جاء .