الثلاثاء، أبريل 15، 2008

الحقيقة

وتصاعد داخله الشعور المألوف بأن قطعة اخرى من الأحجية قد
انكشفت .. ان الحقيقة ببساطه .. انهم هم ايضا .. متطرفون .. شعر الآن فقط بمغزى
شعور الغربة المستمر الذى طالما داعبه .. لا .. ليس هنا مكانه .. ربما حدث خطأ
ما... ان مكانه ليس فى وسط افكار متحررة ضلت الطريق الى الاخلاق و تحولت الى مجرد
ملابس يرتديها اصحابها كل صباح بلون يناسب ما يرغبون الحصول عليه .. وربما لبسوا
عكسه فى اليوم التالى .. ثم يتعللون معلنين ان هذة هى الادمية وان هذا اللون هو
الحقيقة .. لا .. ان الحقيقة هى فقط انهم ضلوا الطريق منذ زمن بعيد حتى نسوا انهم
ضلوه .. الاخطاء تبرر .. وهو نفسه يخطئ .. وهو نفسه يضعف .. لكن اعتيادية التعامل
مع الضعف والخطأ هى بعينها ما يعلنون انهم يرفضونها كل يوم .. ليس هذا هو مكانه وهو من آمن طويلا ان التحرر هو علاج المشاكل المستترة والمناخ الحقيقى لإزدهار القيم والفضيلة والاخلاق.. ايكون مصير كل هذا مجرد تحرر معدنى بارد يجعل من كل انسان مجرد الة شفط اخرى تسلب كل ما تستطيعه من احتياجاتها المادية والاجتماعية والعاطفية ولا تكترث لاى آخر .. وما الفرق بين هذا والقهر ؟؟ على الاقل متطرفى القهر يعلنون عن نواياهم بشجاعة .. ولا يتعللون .. وادرك يوسف الآن فقط
اجابة سؤاله القديم .. لماذا سماها غربة
...............................................

من دفاتر الهروب -1- "شواطئ للغربة"

ليست هناك تعليقات: