الجمعة، سبتمبر 14، 2007

من اوراق رشدى شعلان - 2

لم تعد الحيرة مجرد المفاضلة بين امرين و اختيار الافضل .. اصبح على الان ان اختار ببساطة .. بين ان اكون متبلد الاحساس و لا اراعى الرفض ... او ان اكون بلا احساس واتجاهل احساسى الداخلى بان هكذا تكون الحياة و دونها موت.
نوع مستعصى من الحيرة .. لا ينفع معه استشارة صديق .. ولا حتى استفتاء قلب .. هى تلك الحيرة التى تقع فيها حين يريد عقلك ان يسير فى اتجاه معاكس لقلبك .. وتنشب المعركة اللانهائية داخلك .. عقلك يعرف الاختيار الاسلم .. الاكثر موائمة و بعدا عن المشاكل .. ولكن قلبك يصر فى عناد على ان ينقبض خانقا فيك الحياة حين تخبره بحدود جديدة لعواصفه
جلست وحدى امس .. لم افكر كثيرا .. تملكنى قلبى ولم افق الا على يدى تمر على وجهى و عيناى مغمضتان فى محاولة لاسترجاع شعور محبب تقول كل الدلائل العقلية الا امل فيه على الاطلاق .. فكرت فى الصراخ .. وربما فى افعال اكثر جنونا .. لكنى لم اصب منها كلها الا بدمعة صغيرة لا ترى .. ثم غبت فى نوم عميق
اين الدليل ؟؟؟ اين الطريق .. كلها اسئلة بلا اجابة .. فكرت جديا فى النزول والذهاب اليها فورا فى تلك اللحظة .. ولكنى تذكرت عقلى . والجيل السابق .. ورجل الشرطة فرجعت ... ربما تكون اختناقة فقط فى وسط الطريق .. تلك التى احس بها الان .. ولكن الاكيد .. اننى افقد جزء من روحى .. الان .. وبلا رجعة

من اوراق رشدى شعلان - دفاتر الهروب - رواية تحت الانشاء

بدأت اشعر ان ثمة خطأ ما فى المعادلة .. وبعد ان كان السؤال الذى يشغلنى هو متى تنتهى هذة العواصف من الاحباطات المتتالية .. اصبح السؤال هو : وهل ستنتهى حقا ؟؟؟؟ ، بدأ الشك يحيط بى .. ان النهايات السعيدة دائما ما تبدو سهلة المنال .. ولكن استمرارية الواقع-المعلم دائما تعلمنا و بالطريقة المؤلمة .. انه لا نهاية .. لا سعيدة ولا غيرها .. فقط مراحل .. وايقنت ان المرحلة الحالية لابد وان يكون شعارها .. "هكذا تكون الوحدة" .
وحدة محكمة .. وحدة .. غير قابلة للحب .. تفشل معها جميع محاولاتك .. فى البحث عن امل لحميمية طالما اعتبرتها حقا اصيلا .. تفشل حتى محاولات الاخر فى التخفيف و الالهاء وربما البحث عن بدائل
وحدة مظلمة .. تلك الوحدة التى كنت اشعر بها فى صباى حين كنت استيقظ من الام البرد او كابوس مفزع .. فاخشى ايقاظ النائمين واجلس وحدى فى الصالون المظلم بينما يكاد هدوء الظلام يكتم انفاسى .. هكذا احس الان .. حتى تحت الشمس ووسط الزحام .. احس كأنى نفس الطفل المذعور الذى ينظر الى امه فى امل ساذج لعلها تحس به وتستيقظ وحدها دون نداء .. ولكنها دائما .. لا تستيقظ
اصبح مجرد ايجاد مسكن للالام مستحيلا .. وحتى دفء الحميمية التى تبدو الان كما لو كانت قد حدثت قبل الميلاد اصبح موصدا فى وجهى .. احقا يمكن ان تكون هذة .. حياة ؟؟